حكايات| كيف تحول «كورونا» لمرض نفسي؟ ..  «الوسواس» طريقك لغرفة العناية المركزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حكة مفاجأة في الحلق، بعض الضيق في الصدر.. هل هذه إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، كيف ؟ وأنت لم تخرج منذ أكثر من 14 يوماً منعزلا عن العالم ..  لا تفزع كثيرا، كورونا لم يصب صدرك بل أصاب نفسيتك !

«فيروس كورونا» أصبح الشغل الشاغل للعالم أجمع، والكل ينتظر ما هو جديد عنه بشكل يومي، حتى تحول الفيروس من مرض عضوي لمرض نفسي شديد يؤذي بقوة من لا يستطيع أن يوقف الوهم.

سبب تحول كورونا لمرض نفسي

يقول استشاري الطب النفسي دكتور جمال فرويز، أن الخوف وعدم الوعي هما السببان الرئيسيان في تحول «كورونا» لمرض نفسي بشكل مبالغ فيه، وتعتبر المشكلة الرئيسية هي أن المواطنين كانوا يواجهون كورونا في البداية بلامبالاة شديدة مع توافر عملية إنكار تواجد للفيروس، وفجأة بدأ ظهور عدد كبير لحالات الوفاة يوميا وتحولت صفحات السوشيال ميديا لدفاتر عزاء بدون التفرقة بين صغير وكبير، فبدء الخوف يتسلل إلى الجميع.

أعراض كاذبة

ومن هنا بدأت أعراض التوتر النفسي تظهر على مختلف الفئات، والتي تتمثل غالبا في ظهور أعراض جسمانية تتسبب في الشعور بالصداع، زغللة العين، جفاف الحلق، ألام في الرقبة أو الصدر، ضيق تنفس، ألام في المعدة، اضطرابات القولون، رعشة في الأطراف، وجميعها تشبه أعراض الإصابة بفيروس الكورونا، لكنها في الحقيقة أعراض كاذبة، مما يجعل الكثير يشعرون بالخوف بشكل أكثر وحرصهم على الذهاب مرارا وتكرار للمستشفيات والمعامل لإجراء آشعة وتحاليل ومسحات للتأكد من الإصابة أم لا، فهناك نسبة لا تتعدي الـ15% من الذين يذهبون للمستشفيات هم ليسوا مرضى كورونا في الأساس.

وتابع «فرويز» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» أن هناك فئة أخرى تعاني بقوة من مشاكل نفسية، وهم مرضى الوسواس القهري وهم من يعانون باستمرار من التوهم المرضي، فتجد الشخص يستمع طوال اليوم لأعراض الإصابة ويقوم بتطبيقها على نفسه، وبالفعل يشعر بكل أعراض الكورونا وقد ترتفع حرارة جسمه بشكل طفيف ليتعايش مع المرض.

المناعة العصبية النفسية

وأشار استشاري الطب النفسي، أن هناك ما يسمى بالمناعة العصبية النفسية والتي قال عنها العلماء في عام 1980، أن التوتر والقلق والاكتئاب يهدم المناعة داخل الجسم، لأن كثرة هذا الشعور يؤثر بشكل مباشر على الأجسام المضادة ويبدأ في تقليلها وبالتالي يكون الجسم أكثر عرضة للإصابة بأي مرض.

الهدوء وإشغال النفس «الخطوة الأولى للعلاج»

وينصح الطبيب بالتحلي بالهدوء وعمل خطة لإشغال النفس عن ما يقلقها، والخروج عن أخبار كوفيد 19 تماما، والمحافظة على الصحة والنوم الجيد والتغذية السليمة فقط.

أما مرضى فيروس كورونا، فعليهم الالتزام بالمخطط الطبي والأدوية المطلوبة والحصول على التغذية السليمة والتعرض لأشعة الشمس يوميا والتحلى بالهدوء والتعامل النفسي مع المشكلة ببساطة وعلى سبيل المزاح والضحك حتى يستطيع التغلب عليه.

فكرة للدعم النفسي بالمستشفيات

ويطلب دكتور جمال من مستشفيات العزل بضرورة تقديم الدعم النفسي للمرضى ويمكن القيام بذلك ببساطة عن طريق وضع ستار أو حاجز بلاستيك شفاف يقدم خلفه عروض أو حفلات للمرضى، بحيث يكون هناك خطة إشغال تجعل المرضى يشعرون بالسعادة، مع ضرورة المراقبة الطبيبة لملاحظة أي زيادة في أعراض التوتر أو الخوف الشديد ليتم التدخل الطبي المختص في الحال.

ومن جانبه أكد دكتور وليد شوقي عطية الباحث بكلية الطب بجامعة نيويورك، أن جميع الأبحاث والدراسات تؤكد أن القلق يزيد من مادة الادرينالين والكورتيزون بالجسم والمعروفان بتأثيرهم السلبى على جهاز المناعة وكذلك على خلايا الدم البيضاء والتي تقلل من إنتاج الأجسام المضادة بالجسم، ويترتب على ذلك تعطيل خلايا هامة بالجسم دورها التعرف على الخلايا المصابة بالفيروس والتخلص منها.

ولا شك أن المرضى المصابين بفيروس كورونا يحتاجون الجهاز المناعى بكامل قوته للمساعدة في هذه الحرب ضد الڤيروس.

عوامل هامة لتحفيز المناعة

وأوضح الطبيب أن هناك 3 عوامل هامة لتحفيز الجهاز المناعة للمرضى لمواجهة فيروس كورونا، وأهمهم النوم لمدة لا تقل عن ٨ ألى ٩ ساعات يوميا، وذلك لمساعدة الجسم على تكوين الأجسام المضادة مرة أخرى.

كما يجب تقليل القلق والضغط النفسي قدر الإمكان، وأخيرا عمل صدمة حرارية للجسم بشكل دوري، وذلك عن طريق الاستحمام بالماء الدافئ أو الساخن ثم صدمة الجسم بالماء البارد.

وقد أثبتت الأبحاث أن هذه الطريقة تعمل على تحفيز جهاز المناعة بشكل قوي ويجعله قادر على مواجهة الأمراض، كما ينصح بعدم استخدام أدوية خوافض الحرارة عندما تكون حرارة الجسم أقل من 38.5 درجة واللجوء إلى تبريد الجسم بالماء أفضل.

نصائح ذهبية للتحكم في القلق

نصح دكتور وليد بضروة الإيمان بالقدر والثقة بالله وحسن الظن به وقدرته على حل أي مشكلة تواجه الأنسان، كما يجب الابتعاد عن الأخبار اليومية والأرقام والاحصائيات والسوشيال ميديا، ويكفي اختار مصدر واحد موثوق فقط لمتابعة الأمور، كما يمكن التواصل مع الأهل والأصدقاء عن طريق مكالمات ومحادثات الفيديو.

وأشار الطبيب إلى ضرورة المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية حتى وإن كانت بسيطة بالمنزل، ولطبيعة الحال فالمخ البشري يعشق الروتين لذا أخلق لنفسك روتينا لتنشغل عن الأحداث، مع ممارسة الهوايات المفضلة والتحدث مع أفراد الأسرة بعيدا عن الشاشات.

أكلات تحسن المزاج

ونصحت أخصائية علوم وتكونولوجيا الأغذية المهندسة رقية حسن، بضرورة الاهتمام بالتغذية السليمة التي تقوي المناعة وتحسن المزاج وتحمي من التوتر والقلق والتي تتمثل في الموز والزبادي والفلفل الألوان والشوفان والشيكولاتة الداكنة والأسماك الدهنية.

كما يجب الحرص على تناول المشروبات بصفة مستمرة والتي تشمل الشاي والينسون والنعناع، شراب «التلبينه» وهو عبارة عن مجروش الشعير المطهي بالحليب، والذي يزيد من نسبة «الميلاتونين» بالجسم ويعمل على تحسين المزاج ورفع المناعة.